لقد أحدثت ثورة المعلومات والاتصالات تغيرات جذرية في الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية التي كانت سائدة حتى بداية الثمانينات في المجتمعات المتقدمة والمجتمعات النامية على حد سواء وإن كان ببطء نسبي في الدول النامية، حتى أصبحت المعلومات تهيمن على جميع علوم الحياة، وستشهد تكنولوجيا المعلومات تطورات واسعة في المستقبل لتأتي بأكثر مما نعرفه أو نتخيله الآن، وتعتبر النظرة الايجابية في الوقت الحالي لأشخاص ذوي الإعاقات وصعوبات التعلم مرحلة متقدمة عن سواها من المراحل السابقة التي كان ينظر إليهم فيها على أنهم أشخاص غير فعالين وغير منتجين في المجتمع، ولقد ساعدت العديد من العوامل على مر السنين السابقة في ذلك التحول، حيث أن الاهتمام الدولي والعالمي لهذه الفئة بدأ يظهر كعامل أساسي لدى بعض الدول أصبح جزءاً لا يتجزأ من رسم السياسات المرتبطة بمفهوم التنمية المجتمعية المتكاملة لكل أفراد المجتمع سواءً بسواء، وأهمها تحقيق القدر الأكبر من تكافؤ الفرص والمساواة والمشاركة للأشخاص ذوي الإعاقات وصعوبات التعلم مع باقي أفراد المجتمع دون تمييز مرتبط بالإعاقة أو الحالة الصحية.
ولعل الاهتمام الواسع والكبير في مجال التعليم أصبح من الأساسيات التي يتم الاعتماد عليها في تقديم الخدمات المتنوعة للأشخاص ذوي الإعاقات وصعوبات التعلم، ومع التطور والثورة التكنولوجية التي يعيشها العالم سواءً في استخدام الوسائل والوسائط المعرفية، وتبادل المعلومات والاتصالات بين مختلف الثقافات والمجتمعات فأصبح من الضروري إدخال ذلك التطور في مجال خدمة الأشخاص ذوي الإعاقات وصعوبات التعلم، لتسهيل عملية المتابعة ومواكبة التطورات لجعل هؤلاء الأفراد أكثر قدرة على الاندماج مع مجتمعاتهم، وجعلهم أكثر قدرة على المشاركة الفعالة والعملية لرقي وتقدم المجتمع الذي يعيشون فيه، وبالتالي التأثير الإيجابي على جوانب متعددة من حياتهم مع باقي أفراد المجتمع. ومن هنا جاءت الحاجة والدعوة من المركز الإقليمي لتطوير البرمجيات التعليمية لإقامة المؤتمر العالمي لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات في خدمة ذوي الإعاقات وصعوبات التعلم تحت شعار "حياة أفضل..مع التكنولوجيا".